الجمعة، 26 سبتمبر 2008

فصل من رواية " اني أحدثك لترى "


تتمدد عين في لباس البحر على البقعة المظللة وتتخيل نفسها وهي تبحث بهمة عن المفتاح وهي تتصبب عرقا إلى أن تجده على بعد أمتار تحت الأرض. هذا المكان سيصبح لها. يأتي الكورسيكي بالمرآة وحقيبته والمعلبات من القارب, ثم يرش عليها ماء البحر لتفيق من تخيلاتها التي أدرك مضمونها, " البيت لي, وليس لك." ترد عليه من وسط الحجرة المطلة على البحر التي قررت أنها ستكون غرفة نومها, " البيت لمن سيجد المفتاح." يخرج زجاجة ويسكي مصري صغيرة من جيب حقيبته. يأخذ رشفة كبيرة ويناول الزجاجة إلى عين. ويستلقي بجانبها.
تنتظر أن يداعبها. لا يفعل. فتداعبه بأطراف أصابعها فيزيح يدها بعنف. تنزعج عين. " هل هذا ما تريدين؟ مداعبات ثم جنس ثم أورجازم؟ أنا أعطيك شيئا أفضل." تتنهد عين وهي تعرف أنه محق. هو يأخذها إلى أبعد من النشوة العادية. يأخذها إلى الألم ويحرر الجزء الذي تسمح به. تعرف أنه يعطيها من نفسه, وأنها تمنحه متعة تحريرها من الألم. لكنها في الحقيقة لا تمنح شيئا. هو الذي يأخذ منها ذلك. لكنه أيضا لا يستطيع الأخذ إذا لم تسمح له. هي التي تملك القوة وليس هو. هي من تُدخله رجلا وتُخرجه طفلا.
يطلب منها بنبرة آمرة أن تخلع لباسها وتتخذ وضع السجود.
تدعه يتوغل إلى داخل روحها. وتحرر جزءا أكبر من الألم المتراكم. ثم تصرخ بقوة الدفاع عن النفس وقت الخطر عندما يحاول الاستحواذ عليها, وتدفعه بعيدا عنها. " لن أسلم لك روحي أبدا. أبدا." وتدع دموعها تتساقط بغزارة وحرية.
يتناول مزيدا من الويسكي ثم يبتعد عنها إلى أن تهدأ. تبحث عين عن ورقة وقلم بحقيبته. تريد أن تسجل ما يحدث لها. تحاول قراءة مشاعرها وانفعالاتها. لكنها لا تعرف من أين تبدأ. من الألم السابق على وجودها أم من السعادة المطلقة التي فقدتها عندما خرجت من بين ذراعي علي. هل يشبه ذلك ألم آدم وحواء عندما طردا من الجنة. هل ورثنا جميعا هذا الألم الحارق للروح, أم تكثّف في روحي أنا. ومن هذا الكورسيكي؟ تضع الورقة جانبا. تتناول بضعة رشفات من الويسكي وتتهيأ لطلوع القمر.
يطلع على مهل, على استحياء, حاملا وجه علي. لا تصدق ما ترى. هو بعينيه وأنفه الملووح وشفتيه المزمومتين بقوة. يراقبها بقلق لكن دونما غضب. تتطلع إليه بنظرة بها اتهام غامض, وتكتب:
مثل القمر
لا ينتظر أن ينتظر أحد قدومه
و مثل القمر
لا ينبئ عن ظهوره أو يمهد له.
خلسة, إن لم تكن منتبها, يرتفع رويدا
دونما استعراض أو مقدمات
من خلف الجبال الوردية على الضفة الأخرى للبحر
قرص برتقالي مائل للحمرة
يمهد طريقا برتقاليا مائل للحمرة يقطع العتمة
يغازل أطراف قدميّ على الحافة
و يدعوني دون دعوة للعبور
ألقي بنفسي في الطريق مسحورة
هو يعلو وأنا أسبح
و عند منتصف الطريق يسحب ضوءه
فتتقطع أنفاسي وأتخبط
و مثل القمر هو كوكب معتم
لا ينير إلا بانعكاس الشمس عليه
فيعكس نورها بدوره
لكنه في الأصل معتم
والشمس في العربية مؤنث والقمر مذكر.


تداعب شمس الصباح كل منهما على حدة, فيستيقظان تباعا. يتحممان في البحر ثم يتناولان الفطور من المعلبات التي أحضرها أبوللو. يبدأ الكورسيكي ثرثرته فتتجاهله عين. لم تستيقظ كلية بعد ولا تحب النقاش في الصباح. يشعل أبوللو بعض الحطب الجاف ويعد الشاي.
يأتي بالمرآة ويسندها إلى جذع نخلة. تراقبه عين وهو يفتح حقيبته ويخرج منها كيسا بلاستيكيا. ينظر الكورسيكي إليها ويسألها إن كانت مستعدة. تنظر إليه مستفهمة, " مستعدة لايه؟" يرد عليها بجدية, " لأن تكتملي." تهزأ منه, " شايفني ناقصة ايد وللا رجل." يتجاهل سخريتها ويفتح الكيس ويخرج ما بداخله. تشهق عين, " إيه ده؟"
ينزع عنها لباسها ويوقفها أمام المرآة. " أغمضي عينيك." يربط ما أخرجه من الكيس حول وسطها ويثبته جيدا بمشبكين. " أنظري لنفسك الآن." تفتح عينيها وتنظر. تفزع لأول وهلة وهي تبحلق أمام نفسها. ثم تضحك. وتهز العضو البلاستيك المنتصب بين رجليها. ثم يعجبها شكلها, وتدلك العضو الذكري الضخم الملتصق بعضوها الأنثوي. " أنت الآن أجديستيس." تلتفت إليه وهي لا تزال ممسكة بعضوها المنتصب وتسأله " أجديستيس مين؟" فيخبرها عن بنت زيوس إله السماء والأم الأرض التي ولدت مكتملة بأعضاء الذكورة والأنوثة, وكيف ارتعبت الآلهة من قوة أجديستيس المضاعفة, فأخصوها. تصدر عن عين تنهيدة عالية وهي تشعر بنقمة على تلك الآلهة الحمقاء التي حرمتها من عضوها الآخر. تقفز أمام المرآة وتنظر إلى حركة عضوها المتقافزة أمامها, وتعلو ضحكتها. يقف الكورسيكي بجانبها ويدلك الاثنان عضويهما أمام المرآة وهما يتضاحكان.
"الآن دورك." تتطلع إليه باستفهام متبلد. يتخذ وضع السجود ويطلب منها أن تدخل مؤخرته. تفزع عين. " هيا سأرشدك." تهز رأسها بحيرة, ولا تعرف بماذا ترد عليه. يستدير إليها, " ماذا بك؟ أليس لك عضو الآن؟ استخدميه."
" أبوللو, هل أنت...؟"
" لا, لكن ليس لدي سوى هذه الفتحة. لست امرأة. وأنت لست رجلا.هيا."
يعود إلى وضعية السجود ويرشدها إلى كيفية إدخال عضوها البلاستيكي بحيث لا تجرحه. تبلع عين ريقها بصعوبة وهي تنظر إلى ما تفعل. ثم شيئا فشيئا تتواءم مع دورها الجديد, وتستمع إلى تأوهات أبوللو. وترى نفسها. ترى خضوعها في هذا الوضع.
تزداد تأوهاته مع ازدياد ضغطها. تستطيع أن تشعر بمتعته أيضا. وشيء آخر. إنها تمارس قوتها عليه, تتحكم بلذته. تخرج عضوها فجأة ثم تطعنه مرة واحدة فيصرخ من اللذة. تفعل ذلك عدة مرات إلى أن يصرخ فيها أن تتوقف, ويخرجها من داخله.
" لا تفعلي ذلك بمنطق الرجال. كوني مثلما أنت. امرأة."
تحاول مرة أخرى. تدخله برفق, تضغط بهدوء وهي تتوغل بداخله, وتتحسس بعضوها جدار مؤخرته. ثم تضغط برفق وتفسح لعضوها ممرا بداخله. تشعر كأنها دخلت نفقا, وتشعر بأنفاس أبوللو وهو يحاول كتمها. تضغط عضوها داخل الممر إلى أن يصرخ. صرخة مختلفة. صرخة تشبه صرختها. " كفى. كفى أرجوكي." تتوقف. ينقلب على ظهره منهكا. ينظر إليها بعينين دامعتين. ترى ما رآه فجر أن لامس ألمها.
" لم تصل امرأة قبلك إلى ما وصلت إليه."
عين أيضا منهكة. كأنها تقمصت روحا أخرى من حياة سابقة. تخلع عضوها. تغسله بماء البحر وتعيده إلى الكيس البلاستيك.
" تزوجيني. سنصنع عالما أفضل."
" سننجب وحشا سيدمر العالم. ألا ترى أننا متشابهان. ألم ترى الشيطان الذي يسكننا."
" نحن الآلهة الجدد. صدقيني."
" أريد أن أعود إلى المخيم." وتذهب إلى القارب.
يعودان إلى المخيم. يدعوها إلى الغداء. ترفض.
" أريد أن أكون بمفردي. لقد استهلكت طاقتي, ابتعد عني الآن."
لا يعجبه كلامها, ويهددها إن كررته سيختفي إلى الأبد.
" انت حر."


منى برنس

هناك 4 تعليقات:

naohama يقول...

At last dear Mona you enter blogging sphere, welcome home.
I'll be back with more detailed comments on your writings for I always enjoyed your courage in saying things as they are.
Keep it up girl
Laila - SFO

غير معرف يقول...

Dear Ms. Mona,I think what makes foreign arts flourishes and that their writings and thinking spread and be successful is the soil that they write in and the people that they write for, viewing that literature in foreign countries is suitable to their people's ideology but your writings not for us , we have a religion and a belief which contradict your writing so don't ask for the impossible, don't make your writing be hard painful for you k such writings may shows free opinions but a pernicious to our society we are not England or even America to seed such taboos, we are Muslims and our religion means respect for women not treating them like animals .
i notice in all your descriptions, you made woman like an animal, no you should know that woman is a free being with a high position in family composition , no doubt that you are affected by some porno sites in your writing and opinions but of sure these sites are for foreigners not for Egyptians.
Don't judge all men to be cruel for only some few examples that you have already dealt with , don't try to impose your incorrect and insane thoughts on our society , you ask for the impossible
I know that you occupy a high position as a doctor in university but I think you are not qualified for that as you are suffering from rotten thoughts which might affect your student, check your beliefs well and ask Allah for mercy and don't be an example of existentialist, those who ask for solitude and rebellion upon their social and sexual position may be die a bizarre death for disobying Allah
May Allah be with you Dr. Mona for your coming life, I think to be a prominent writer is to be a good believer and that point is not of your behaviours
I know that you will be stubborn and obstinate because it is one of your characteristics but don't be like king Creon or don't be like Achilles who faces was obstinate till the end then it was to late to ask for forgiveness

كريم البحيرى يقول...

انا قريت الرواية دى 20 مرة فى المعتقل بجد من اجمل الرويات اللى قريتها فى حياتى... علما انى ق{ات العديد من الروايات العالمية بس بجد فيها احساس وسرد أدبى وتحرر واختراق لمناطق مظلمة اكثر من اى رواية قرأتها

تحياتى
كريم البحيري
مدونة عمال مصر
WWW.EGYWORKERS.BLOGSPOT.COM

KAREEMELBEHIREY@HOTMAIL.COM

Unknown يقول...

نقدم ورق الحائط ثلاثى الابعاد احدث التصميمات التى تناسب جميع الاذواق والتى تتماشى مع جميع الاغراض و
الاستخدامات ذات جودة عالية
تتميز شركة دماج بانتاج ورق حائط يضفى جمالا مبهرا مع الديكور الخاص حيث تقوم بإنتاج ورق حائط ثلاثى الابعاد
بطرقتين مختلفتين الاولى بوست ورق حائط او ورق جدران والثانيه رولات ورق حائط ماتش مع البوستر بالمكان
تنفرد شركة دماج بتقديم تصميمات باشكال عديدة متنوعة تناسب كافة الاحتياجات و بأسعارمنافسة مثال ورق حائط
مناظر طبيعية , ورق جدران مدن , ورق حائط جواهر, ورق حائط كلاسيك , كتالوج ورق حائط قطرات المياه ,
ورق حائط عالم الحيوان , ورق حائط جلد , ورق حائط ثلاثى الابعاد اطفال
كل ماهو جديد فى عالم ورق الحائط مع شركة دماج
http://www.dmag-wallpaper.com/

موبايل مدير الشركة :01094020360(2+)
موبايل الشركة :01020197552 (2+)
تليفون ارضى / فاكس: (+2)-02-33778433
تليفون ارضى : +2)-02-33769603)
الايميل : INFO@DMAGEGYPT.COM
العنوان : 147 مساكن ضباط الرماية الاستثمارى - اخر شارع الهرم -جيزه – مصر